روايات تاريخية
أنا أرييل شارون
رواية أنا أرييل شارون.
تأليف: يارا الغضبان.
عدد صفحاتها : ١٧٥.
“سؤال يارا الغضبان يخصُّ مُباشرةً رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون، الّذي ظلَّ فاقداً للوعي لثماني سنواتٍ قبل وفاتهِ عام 2014، وبينما كانَ غارقاً فِي غيبوبتِهِ الطويلةِ تلك، استطاعت الكاتبةُ أَن تمنحَ لخيالِها، أجسادَ وأصوات أربع نساءٍ يضعنَ هذِه الشخصيةٍ الإسرائيليَّة المُعقَّدَة، فِي مواجهةٍ صريحةٍ وقاسيَّة مَع أهوالها وإنسانيتِها فِي أضعف اللَّحظات. بين هدوءٍ ظاهريِّ للمُستشفىٰ، وما يقابلهُ فِي مكانٍ ما مِنَ التاريخ، مِن صخبِ حربٍ لا تتوقّف انفجاراتُها عَن الحدوث؛ تضعُ الكاتبةُ، بِدورِها، القارئ فِي عينِ العاصفة، وهو يقفُ علىٰ حقيقةِ أَنَّ وراء كُلِّ إنسانٍ، سواءً كان بطلاً أو جلَّاداً، نسمعُ أصوات الآخرين يتردَّدُ صداها فِي حقائبهم الّتي تتزاحمُ فِي ذاكرتنا.
تقول يارا الغضبان فِي أحد حواراتها عَن الرواية : “لا حدودَ للأدب، يُمكنني أَن أقرِّر الدخولَ فِي رأس أرييل شارون دونَ أَن يمنعني أحد، لأننا فِي الرواية نحنُ مُتساوون، إنَّه شكل مِن أشكال المُقاومة. وطريقة لإعادة اختراع التاريخ، وجعلهِ أقلَّ عنفاً وأكثر مساواةً … للأدب مُهمَّة أُخرىٰ غير إطلاق الأحكام”. وعليه فإنَّ الرواية ليست كما يُفسرها العنوان، بل هي استنطاق لذاكرة شارون مِن وجهة نظر الأدب، ومُحاولة للتحَكّم فِي هواجسه وإعادة طرح الأسئلة المُتعلقة بِالهويَّة الفلسطينية الّتي يعملُ الاحتلال الاسرائيليّ علىٰ طمسها بِشتىٰ الطّرق.
– مِنَ الكتاب :
الآن. أَنْتَ لم تعد كائناً. أَنْتَ تموت، يا أريك. ببطء. اِهْدَأْ، اِهْدَأْ. إنّها الحقيقة، والحقيقة لا تُزعِج أحداً. والحقيقة حيادية. أَنْتَ تفقد حواسَّكَ ومَلَكَاتِكَ، حتَّىٰ القُدرة علىٰ تسمية الأشياء، هويَّتِكَ وعُمرِكَ ووجهِكَ. لا تَقلقْ. أنا كلُّ ما لَم تعدّه. أنا ما تُحبُّهُ وما تكرهُهُ، أنا أحلامُكَ وهواجسُكَ ونَدَمُكَ. أنا أسمع الكلمات والشكوك والمخاوف. أنا أشاهد، الطفل، ثُمَّ الرّجل، اندفاعتَكَ فِي الحياةِ، ثُمَّ سقوطَكَ.”