الأسرة والطفل
الكتاب الذي تتمنى لو قراه ابواك
لنجعل العنوان على النحو الآتي: “ما الذي ترغب في قوله لوالديك حتى يتسنى لهما فهمك”.
نعم، حياة الأبناء معقدة، إنها مجموعة كبيرة من الأصوات المكتومة، والبوح المؤجل، والنقاشات التي لم تفتح بعد.
لكن ما الذي يجعل العلاقة بين الآباء والأبناء تأخذ هذا المنعطف الشائك والمعقد؟
ثم هل ثمة ما يبوح به الآباء؟ بالأحرى، هل هناك ما يرغبون في قوله؟ وكيف لهم ذاك، ما الطريقة الأنسب للتواصل بين الآباء والأبناء؟ وما الذي تجب معرفته ازاء هذه العلاقة. هذا ما ترغب الكاتبة البريطانية فيليبا بيري في توضيحه بأسلوب سلس ودقيق ومدروس بعناية رجوعا لتجارب من الواقع.
يعد كتاب “the book you wish your parents had read ..” من أهم الكتب التي عالجت قضايا مهمة فيما يخص التربية، بأسلوب علمي دقيق ومبسط.
إنه دليل الآباء ومنارتهم، فإن كنت تعاني من القرارات الخاطئة في تربيتك لأطفالك، أو كنت متوجسا من طريقتك معهم، سيساعدك هذا الكتاب على فهم العديد من المواضيع، سيشير إلى جذور الأزمات، ويستخرج منك اللغة الأنسب لمحاورة المشكلات. كيف ذلك؟
تنطلق الكاتبة من تحديد أهم أسباب التوتر الذي قد يطال علاقتنا كآباء بصغارنا: هي مخاوفنا الصامتة، وعقدنا المدفونة، وما لم نستطع مواجهته، الأمر الذي يجعلنا ننطلق من كل هذا الركام خائفين مترددين وغضوبين، فما إن تحدث مشادة بسيطة أو اختلاف طبيعي، نصطدم في المواجهة، ونبدي ردات فعل غريبة عكس ما نرغب في فعله حقا. لأننا حينها نتصرف رجوعا لذكرياتنا واصواتنا الداخلية، فكم من موقف ضخمناه لأنه يشبه موقفا طفوليا مؤلما، وكم عبارة خرجت من أفواهنا على لسان آبائنا، إذ تؤكد الكاتبة أن الكثير من الآباء يتفاجؤون أنهم يرددون عبارات آبائهم ويتشبهون بهم ويبدون نفس ردات الفعل دون التفكير المسبق بالأمر.
لذا، ترجع بنا الكاتبة إلى الوراء، إنها تجث منا دواخلنا الغير مرئية أو لنقل المهمشة، بفعل أخطاء أبوية، جعلت منا واجهة هشة قابلة للاختراق إثر أي سلوك خاطيء أو مختلف من قبل الأبناء. وعليه تحاول من خلال فصول الكتاب مساعدة الآباء على فهم تصرفاتهم وسلوكياتهم، كما تقترح العديد من الحلول للمشكلات التي قد تصادفنا خلال التربية. والسبل التي يمكن اتخاذها لأجل تقريب وجهات النظر.
الجميل في هذا الكتاب، وبرغم أنه يكشف العديد من المشكلات والتصرفات الخاطئة التي قد يقوم بها الأهل، إلا أنه لا يفقدك الأمل ولا يحبطك أبدا، بل يؤكد في كل مرة أن الأوان لم يفت بعد، وأنه يمكن تصحيح الأمور حتى وإن بدا عكس ذلك.
تؤكد الكاتبة في هذا السياق أنه يمكن تدارك الوضع مهما كان متأزما، وحتى إن كبر الأبناء، يمكن توضيح الرؤى، والتراجع والاعتذار وتصحيح المسار، وتقترح جملة من الحلول العملية، التي استنبطتها من تجربتها الشخصية ومن قصص من الواقع.
كما تركز الكاتبة في كتابها الكتاب الذي تتمنى لو قرأه أبواك وسيكون أطفالك سعداء لأنك قرأته PDF، على علاقة الشريكين ببعضهما البعض وكيف لها أن تؤثر في حياة الأبناء، سواء كانا مرتبطين في علاقة مستمرة، أو منفصلين لابد من فرض أسس الاحترام والتفاهم والحوار البنّاء، لأن ذلك ينعكس بصورة مباشرة على سلوك الأطفال.
وتؤكد من جانب آخر أن الأطفال صورتنا وصورة لأفعالنا، حيث أنهم لا يتعلمون عبر الوعظ ولا الالحاح بل من خلال تقليد تصرفاتنا وطريقة تفكيرنا وعليه تمدنا الكاتبة بمجموعة من النصائح التي تساعدنا على حل المشكلات والخلافات دون الوقوع في فخ المكابرة أو التمادي وغير من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الأفراد.
حليب أسود
– ليس حليب اسود مجرد رحلة في تجربة اكتئاب ما بعد الولادة أو سيرة ذاتية لأم مبدعة تصادف أن توقف قلمها عن إنجاب الكلمات عندما أنجبت طفلها، بل هو تجربة وعي لما يمكن أن يحدث حين تتصارع الأنثى التي تلد الكلمات والأنثى التي تلد الاطفال وكيف يشقق هذا الصراع المبدعة إلى كيانات متعددة تحرمها من السلام والصفاء وحالة الرضا ويجعلها كما كتبت شفاق :في هوس دائم بشأن الدرب الذي أهملت اختياره. وإلى جانب المتعة وخفة الروح والطرافة في هذا الكتاب فإنه يعيننا نحن النساء لنتصالح مع ذواتنا المتشظية إلى ذوات وذوات وبأسلوب لا يثير الأسى. تكتب إليف شافاق ببراءه تشبه براءة أفلام الكرتون التي تصور الجميع ابرياء أو بشرًا في النهاية وتجعلنا نتعاطف معهم
الذكاء العاطفي في التربية
هذا الكتاب محاولة للوصول لجيل من المربين متصالح ذاتيا وقادر على أداء دوره التربوي، الحياة رحلة كفاح، والتعلم يبقي أهم وسائلنا نحو النضوج.
وهو كتاب هام للأباء والأمهات فضلًا عن المعلمين وكل من يتعامل أو يحتك بالطفل، من أجل تنشئة جيل قادر على التعبير عن نفسه وفهم مشاعره بشكل ايجابي.
ابي الذي اكره
.
كانت أصواتهم تطل من وراء قضبان السجن،ولكن في الحقيقة أنهم كانوا جميعًا أبرياء. وكان سجنهم (الجُرم الذي لم يرتكبوه)، ولكنهم تشربوه، فصار يمنعهم من تحقيق ذواتهم.
لم يدركوا أن أبواب الزنازين مفتوحة، وأن بإمكانهم الفرار، فقد أَلَفوها فلم يتصوروا يومًا أن بالإمكان الهرب، وأن لكل منهم حياة رحبة خارج زنزانته.كيف وقد صنع الزنزانةَ أحباؤهم؟آباء وأمهات، أو أعمام وخالات، أو معلمون ومشايخ وقساوسة ورموز مجتمعية، صنعوا الزنازين باسم الحب أو المصلحة.حتى قرر أحدهم يومًا أن يتجرأ ويدفع الباب قليلًا لينفرج، ويدخل بصيص من نور التعافي، ثم تجاسر أكثر وخرج للممر هناك حيث زنازين الألم، ثم غامرأكثر وصاح في المحبوسين أن هناك نورًا خارج الأقفاص، وأن الحياة خارج السجن ممكنة ومكفولة وليست محرَّمة عليهم كما يظنون مكتبة إقرأ الإلكترونية وحينها فُتحت الأبواب ببطء وخرج الحبيسون، ليلتقوا هناك في الطريق إلى الطريق، في رحلة الهروبخارج السجن ونقشوا حكاياهم مع التعافي وكتبوا قصص تشافيهم على الجدران، وأعلنوا كيفية الهرب لكل من ألقته أقداره يومًا في سجن كهذا.
ومن تلك النقوش كان هذا الكتاب.